في ذكرى 30 يونيو.. كيف أعادت الدبلوماسية الرئاسية الدور التاريخي لمصر بالمنطقة والعالم؟
أحمد فوزي سالمبوابة النائباتلا تمر ذكرى 30 يونيو إلا ونحن نتذكر كيف نجحت الدبلوماسية الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي منذ وصوله إلى السلطة في يونيو 2014 في تحقيق نقلة جديدة على جميع المستويات عززت من دور مصر على المستويين الإقليمي والدولي، بداية من انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
كما ترأست مصر لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن وبفضل الدبلوماسية المصرية كانت مصر أيضًا رئيسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC بالاسم المختصر باللغة الإنجليزية) وعضو في مجلس السلم والأمن. الاتحاد الأفريقي.
علاقات متوازنة
على مدى السنوات الماضية وبفضل الرؤية الرئاسية التي تقود باقي المؤسسات، حرصت مصر على إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم.
ولهذا يحرص الرئيس على المشاركة بشخصه في مؤتمرات القمة والهيئات الإقليمية والدولية، ناهيك عن الزيارات التي قام بها خدمة لمصالح مصر سياسياً واقتصادياً.
في القضايا الإقليمية بالشرق الأوسط اتخذت مصر مواقف ثابتة تجاه الأزمة السورية، والقضايا الليبية واليمنية والعراقية والفلسطينية، والأخيرة أعطها مصر دائمًا أولوية خاصة منذ أن نظمت بالاشتراك مع الحكومة النرويجية مؤتمر القاهرة حول فلسطين تحت عنوان إعادة بناء غزة في 12 أكتوبر 2014 نتج عن هذا المؤتمر جمع 5.4 مليار دولار كمساعدة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
أما الأزمة السورية، فقد بذلت مصر جهودًا حثيثة لوقف إراقة الدماء السورية، ورعت مصر مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية عام 2015، ثم نظّمت مؤتمر المعارضة السورية الموسّع في القاهرة في يونيو 2015 أيضا الذي نتج عنه ”الميثاق الوطني السوري” وخارطة طريق.
شاركت مصر في اجتماعات المجموعة المصغرة الخاصة باللجنة الدستورية التي هدفت إلى خلق بيئة آمنة ومحايدة تسمح لسوريا بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، ولاتزال مصر تستضيف السوريين وتعمل على تزويدهم بالدعم والخدمات اللازمة مثل المواطنين المصريين.
كما دعت مصر بقيادة الرئيس السيسي إلى اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية (LEA) لبحث آثار عدوان تركيا على الأراضي السورية في أكتوبر 2019.
ليبيا
أطلقت مصر عام 2014 مبادرة تقوم على ثلاثة مبادئ هي: احترام وحدة وسيادة ليبيا على أراضيها ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية والحفاظ على الاستقلال السياسي لليبيا.
كما استضافت مصر عدة اجتماعات مع مختلف الأطراف الليبية بالإضافة إلى مشاركتها في المؤتمرات الإقليمية والدولية حول ليبيا. واستناداً إلى دعمها المستمر للشعب الليبي ، عملت مصر أيضًا على استعادة استقرار ليبيا والحفاظ على كامل أراضيها لمواجهة التدخل والجشع الأجنبي.
أطلقت مصر ”إعلان القاهرة” برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا ثم أعلنت خطوطها الحمراء عند والذي لقي استحسانًا عربيا ودوليًا وأعاد لمصر زخمها كلاعب رئيسي في الإقليم.
كما كان لها رؤية خاصة فيما يتعلق بالملف اليمني، وأكدت دائما دعمها للشرعية اليمنية والتسوية السلمية وإجراء حوار وطني للوصول إلى حل توافقي.
على صعيد علاقاتها مع الدول العربية ودول الجوار، شهد عام 2019 إطلاق آلية تعاون ثلاثية بين مصر والأردن والعراق، جاء ذلك من خلال انعقاد القمة الأولى في مارس 2019 التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
وكان تعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات على قائمة هذه القمة، وعقدت القمة الثانية بين قادة الدول الثلاث في 22 سبتمبر 2019 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكانت آخر القمم الأسبوع الحالي في العراق، وهي الزيارة الأولى لرئيس مصري للدولة العراقية منذ 30 عام.
إفريقيا
على مستوى العلاقات المصرية الأفريقية حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه السلطة على لعب دور فعال في تعزيز التعاون بين مصر وإخوانها الأفارقة في كافة المجالات، وقد نتج عن ذلك زيارات متبادلة بين مسؤولين مصريين وأفارقة أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية لدعم التعاون الاقتصادي.
في آسيا اكتسبت العلاقات زخمًا كبيرًا، حيث سافر الرئيس السيسي إلى دول آسيوية لم يسبق أن زارها رئيس مصري على سبيل المثال الزيارات الرسمية التي قام بها الرايس إلى سنغافورة وإندونيسيا وكازاخستان وكوريا الجنوبية وفيتنام.
وهدفت هذه الرحلات جميعها إلى الاستفادة من تجارب الدول المذكورة في مجالات التنمية والتعليم والصناعة لتنمية الاقتصاد المصري وتحفيز المزيد من الاستثمار.
بالإضافة إلى ذلك شهدت الروابط بين مصر والدول الأوروبية دفعة خاصة، لا سيما مع ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا العظمى وفرنسا وروسيا والبرتغال واليونان وقبرص وأخيراً مع مجموعة Visegrád التي جمعت المجر وبولندا وتشيكيا وسلوفاكيا.
كما شهدت العلاقات المصرية الأمريكية قفزة مهمة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب الدولي والتنظيمات الإرهابية، باعتبار أن مصر لديها رؤية عالمية لعلاج هذه الآفة.